على مدار 25 عاماً من حكم بشار الأسد لسوريا، كانت أسماء الأخرس، السيدة الأولى ذات الأصول البريطانية، محوراً للجدل والاهتمام الإعلامي. قُدمت كوجه “حداثي” لسوريا، لكنها أصبحت رمزاً مثيراً للتساؤل مع اشتداد الحرب الأهلية، التي انتهت مؤخراً بسقوط النظام وخروج الأسد إلى المنفى.أسماء الأخرس.. النشأة والتكوينوُلدت أسماء الأخرس في أكتون، غرب لندن، لعائلة سورية ميسورة، وتلقت تعليماً نخبوياً في بريطانيا حيث درست علوم الكمبيوتر وعملت في قطاع البنوك الاستثمارية.زواجها من بشار الأسد عام 2000 حمل آمالاً غربية في إمكانية إصلاح النظام السوري، خاصة أن زواجها جمع بين طائفتين متنافرتين في سوريا: الأغلبية السنية التي تنتمي إليها أسماء، والطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.الأدوار العامة وصورة “الوجه الحديث لسوريا”قامت أسماء بدور بارز في استراتيجية العلاقات العامة للنظام، حيث ظهرت في الإعلام الغربي كرمز للأناقة والحداثة.أبرز هذه الحملات كان مقال مجلة “فوغ” الشهير عام 2011، الذي وصفها بـ”وردة في الصحراء”. لكن سرعان ما انقلبت الصورة مع اندلاع الثورة السورية وتحولها إلى حرب أهلية رغم تقديمها مساعدات إنسانية وأعمال خيرية. الحرب الأهلية والانحياز للنظاممع اندلاع الثورة السورية، وقفت أسماء إلى جانب زوجها ووصفت دعمه بـ”واجبها كزوجة وأم”.رغم الضغوط الدولية والعقوبات الأوروبية، استمرت في نشاطها داخل سوريا، وتصدرت الجهود الخيرية لدعم عائلات قتلى النظام.المرض والمعركة الشخصيةفي عام 2018، تم تشخيص أسماء بسرطان الثدي، لتبدأ رحلة علاج شاقة انتهت بتعافيها بعد عام. لكن في مايو 2024، أعلنت الرئاسة السورية إصابتها بسرطان الدم، مما أخرجها من دائرة الأضواء بشكل شبه كامل.سقوط النظام: المصير المجهولبعد سيطرة قوات المعارضة على دمشق والإطاحة ببشار الأسد، غادر الرئيس السابق وأفراد عائلته إلى روسيا. أسماء، التي فقدت دورها كسيدة أولى، تواجه الآن مستقبلاً غامضاً. وبحسب مراقبين، قد تعيد أسماء ترتيب حياتها بعيداً عن السياسة، بينما لا تزال أسئلة كثيرة تُطرح حول دورها في النظام ومسؤوليتها عن الحقبة السابقة.