تشهد العاصمة الجزائرية سنويًا مهرجان "فيبدا"، المخصص لعالم الكوميكس وشخصيات الرسوم المصوّرة، حيث يتوافد عشرات الرسامين والمهتمين بهذا الفن للمشاركة في معارض وورش عمل ومسابقات ولقاءات حوارية.الدورة الحالية للمهرجان انطلقت بداية أكتوبر في محيط "مقام الشهيد"، أحد أبرز رموز الذاكرة الوطنية، تحت رعاية وزارة الثقافة الجزائرية. ولفتت الأنظار مشاركة واسعة من شباب ارتدوا أزياء مستوحاة من شخصيات خيالية، ما أضفى طابعًا احتفاليًا على الحدث.حفل موسيقي يثير جدلًا في قلب الجزائر العاصمةأثار حفل موسيقي ضمن فعاليات المهرجان جدلًا واسعًا بعد انتشار مقاطع مصوّرة لعزف فرق شبابية لموسيقى "الروك ميتال"، وسط تفاعل بعض الحضور بالرقص والتصفيق. المشاهد التي التقطت بجوار النصب التذكاري للشهداء، أثارت موجة من الانتقادات بسبب ما وُصف بأنه أداء "غريب" يتعارض مع قدسية المكان. كما جذبت تسريحات الشعر والملابس الخاصة ببعض أعضاء الفرق الموسيقية الأنظار وأثارت تساؤلات حول طبيعة هذا الانفتاح الفني.انتقادات شعبية وتحرك برلمانيردود الأفعال لم تتوقف عند مواقع التواصل، بل وصلت إلى قبة البرلمان، حيث أعلن النائب بلخير زكرياء عن تقديم عريضة رسمية لرئيس الحكومة يستنكر فيها تنظيم مثل هذه الفعالية في محيط مقام الشهيد. وعبّر النائب عن صدمته مما وصفه بـ"حفلة لشباب متأثرين بفكر عبدة الشيطان"، مطالبًا بتحقيق فوري في ظروف منح الترخيص لهذا النشاط واتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تكرار هذه "التجاوزات" في المستقبل.دعوات لمراجعة مكان المهرجان بدلًا من إلغائهعلى الجانب الآخر، دعا عدد من النشطاء والمعلقين إلى إعادة النظر في مكان تنظيم المهرجان، دون المساس بوجوده أو طبيعته، مشيرين إلى أهمية احترام الرموز الوطنية. وأكدوا أن المهرجان يمثّل مساحة للتفاعل مع الثقافات العالمية، بشرط عدم المساس بثوابت المجتمع الجزائري. وبينما تتواصل النقاشات، يظل "فيبدا" واحدًا من أبرز الفعاليات الثقافية التي تثير الانقسام بين الانفتاح والهوية.