في إنجاز جديد يرسخ مكانة الإمارات كحاضنة للابتكار الرقمي، حصدت القيادة العامة لشرطة دبي، ممثلة بمركز التكنولوجيا الافتراضية في الإدارة العامة للتدريب، جائزة الشرق الأوسط للتميز التكنولوجي 2025، عن مبادرتها النوعية: التوعية الذكية عبر ألعاب الفيديو.خلال الحفل الذي أقيم بفندق كونراد دبي بمشاركة المؤسسات الحكومية والخاصة الرائدة في مجال التقنية والابتكار في المنطقة، يعكس التكريم التحول الكبير الذي أحدثته شرطة دبي في توظيف التكنولوجيا في خدمة الأمن المجتمعي، ويطرح نموذجًا متقدمًا يمكن محاكاته في باقي دول الشرق الأوسط.ما أهداف جائزة الشرق الأوسط للتميز التكنولوجي 2025؟جائزة الشرق الأوسط للتميز التكنولوجي واحدة من أعرق الجوائز التي تُمنح سنويًا تقديرًا للابتكارات التقنية التي تُساهم بفاعلية في تطوير الخدمات وتحسين نوعيتها في القطاعين الحكومي والخاص. وشهدت نسخة 2025 منافسة قوية بين المبادرات الذكية المطورة من قبل مؤسسات رائدة على مستوى الخليج والشرق الأوسط. وجاء تتويج شرطة دبي تتويجًا لمسيرة طويلة من اعتماد الحلول التقنية التفاعلية في المجال الأمني، وخصوصًا في مجال التدريب والتوعية المجتمعية، والذي يؤكد ريادة دبي في القطاع الرقمي والأمني على حد سواء.كيف بدأت فكرة التوعية الذكية عبر ألعاب الفيديو؟مع زيادة التأثير الرقمي وتزايد وقت التفاعل مع ألعاب الفيديو بين الشباب والنشء، أدركت القيادة العامة لشرطة دبي أهمية انتهاز هذه المنصات لبث الرسائل الأمنية والتوعوية بأسلوب يتماشى مع اهتمامات الجيل الحديث.أطلقت الإدارة العامة للتدريب في شرطة دبي، بقيادة العميد أحمد مرداس، مبادرة فريدة من نوعها تعتمد على استخدام ألعاب الفيديو لمخاطبة الفئات العمرية المختلفة، بهدف غرس المفاهيم السلوكية الإيجابية وتعزيز الانضباط والوعي الذاتي بأسلوب تفاعلي وجذاب.مميزات المبادرة التقنية والتدريبيةتشمل المبادرة تصميم بيئة افتراضية تفاعلية تجمع بين التعلم والترفيه، حيث يُقدم المحتوى التوعوي في قالب ألعاب فيديو تعليمية تعتمد على:الواقع الافتراضي والمعزز: تقدم للمشاركين تجارب محاكاة واقعية لمواقف حياتية وسلوكيات يومية، كالسلامة المرورية أو التعامل مع الابتزاز الإلكتروني، ضمن سيناريوهات تعليمية ممتعة.التفاعل متعدد المستويات: تضمن دمج مستويات مختلفة تناسب الأطفال، المراهقين، والشباب، بحيث يحقق الجميع الفائدة القصوى من كل تجربة.المنافسة البناءة: يستخدم النظام عناصر التحفيز والمكافآت الافتراضية لدفع المستخدمين للتعلم واكتساب المهارات السلوكية.قياس الأثر وتحليل البيانات: تُمكن شرطة دبي من تقييم نتائج البرامج وتعديل المحتوى بناءً على تفاعل الجمهور واستجاباتهم.تجعل هذه الميزات شرطة دبي نموذجًا متكاملًا يجمع بين التقنية الحديثة وتوظيفها لخدمة المجتمع، ليس فقط على مستوى التعليم بل أيضًا تطوير السلوك الوقائي وتكريس مفهوم المواطن الرقمي المسؤول.الأمن الذكي في دبي: من التعليم التقليدي إلى الابتكار الرقمييأتي إطلاق التوعية الذكية عبر ألعاب الفيديو في إطار إستراتيجية حكومة دبي للتحول إلى مدينة ذكية، حيث تركز الرؤية على توظيف التقنيات الرقمية في مختلف القطاعات، وعلى رأسها القطاع الأمني. وقد ركز مركز التكنولوجيا الافتراضية على تطوير برامج تعليمية وتوعوية تتناسب مع تطلعات المدينة وشبابها، وتسعى إلى تحقيق بيئة تعلم آمنة ومحفزة تواكب التطور السريع في أدوات التعليم الرقمي.وشدد العميد أحمد مرداس، مدير الإدارة العامة للتدريب، على حرص المركز في شرطة دبي على توسيع دائرة الشراكات المعرفية مع المؤسسات الأكاديمية والتقنية، لإنشاء منظومة مستدامة للتطوير في منهجية التعليم الأمني والتوعوي.ويسهم هذا النهج في بناء أجيال أكثر وعيًا وإدراكًا للأخطار الأمنية بطرق مبتكرة تشجعهم على التفاعل وليس التلقي السلبي.أهمية التوعية الأمنية التفاعلية في العصر الرقميمع تنامي التهديدات الإلكترونية والسلوكية بين الشباب، أصبحت الحاجة ماسة لابتكار أساليب تعليم جديدة تتجاوز الطرق التقليدية، وتمثل مبادرة شرطة دبي ثورة في أدوات التعليم الأمني، لأنها ترتكز على:الاندماج الكامل مع عالم الشباب الرقمي: تقدم الألعاب محتوى يتحدث لغة العصر ويستوعب اهتمامات الفئات الشابة.تفعيل المشاركة والتجريب: بدلًا من الاستماع للمحاضرات التقليدية الجامدة، يقوم المشاركون فعليًا بتجربة المواقف الافتراضية واتخاذ قرارات تزيد من وعيهم بالسلامة الشخصية وأمن المجتمع.تعزيز المسؤولية الاجتماعية: تقوم المبادرة على مفهوم المواطن الرقمي القادر على التصرف بسلوك إيجابي في العالم الافتراضي والواقعي.الارتقاء بمستوى التفكير النقدي وحل المشكلات: تتيح المنصات التوعوية المعتمدة على الألعاب الافتراضية للمشاركين مواجهة تحديات متنوعة في بيئة آمنة، والذي يطور قدرتهم على التحليل، اتخاذ القرار، واستيعاب عواقب التصرفات، وبالتالي تكوين جيل أكثر قدرة على التعامل مع المواقف الأمنية والمعضلات اليومية بذكاء ومرونة.انعكاسات الجائزة ودروس النجاح للأمن العربييمثل فوز شرطة دبي جائزة الشرق الأوسط للتميز التكنولوجي تأكيدًا على تطور القطاع الأمني في الإمارات، ويحفز باقي المؤسسات الأمنية في الخليج والوطن العربي إلى الاستثمار في التقنيات الحديثة وإستراتيجيات التعليم الذكي.والخطوة التالية ستكون توسيع نطاق المبادرة لتشمل برامج تعاون مع مدارس وجامعات بالإضافة إلى تفعيل دور الأسرة في التوعية الأمنية، ومن أبرز الدروس المستفادة:ضرورة الابتكار والاستشراف في أدوات التوعية: لم يعد يجدي الاعتماد على الطرق التقليدية، بل يجب مواكبة التطورات التكنولوجية.الشراكة مع القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية: ضمان جودة واستمرارية برامج التوعية الرقمية يرتكز على التعاون متعدد الجهات.الاستفادة من تحليل البيانات: قياس الأثر والتفاعل يتيح تعديل البرامج لتكون أكثر فعالية ومواكبة لاحتياجات الفئات المستهدفة.مستقبل التوعية الأمنية في المنطقةمن المتوقع أن يتزايد الاعتماد على التقنيات الذكية في القطاع الأمني خلال الفترة المقبلة، بحيث لا يقتصر الأمر على الألعاب التعليمية فقط، بل يمتد ليشمل تحليل البيانات الضخمة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والمحاكاة التفاعلية المتقدمة. مثل هذه الحلول ستجعل التعليم الأمني أكثر شمولًا وواقعية وارتباطًا بسلوكيات المستخدمين في العصر الرقمي. وتؤدي هذه الرؤى التقدمية إلى تعزيز قدرة المجتمعات العربية على التصدي لمختلف التحديات الأمنية، والمساهمة في تكوين أجيال واعية ومتمكنة وقادرة على التعامل مع التكنولوجيا بمسؤولية وكفاءة. وهكذا تثبت المبادرات الذكية للمؤسسات العربية، وعلى رأسها شرطة دبي، أن الاستثمار في التطوير الرقمي والتعليم التفاعلي هو الطريق الأمثل لبناء مستقبل أكثر أمنًا ورقيًا للجميع.