لم يكد يدخل علينا ليل يوم السادس والعشرين من يوليو 2025، حتى جاء خبر مدوي كالصاعقة على كل بيت في بيروت، دمشق، وكل بيت عربي تربى أطفاله على صوت فيروز وأناشيد الرحابنة وشجن زياد الفريد.احصل على أحدث إعلانات مشاهير مباشرة على تطبيق سبسيال، حيث نعرض لك كل جديد من النجوم العالميين رفع الستار على فصل جديد من الحنين، عنوانه الكبير: رحيل زياد الرحباني.كان الخبر، مثل رصاصة ألم وعذاب لا رحمة وخلاص، حفرت في القلب أخدودًا لن يندمل، خاصة فيمن رأوا في زياد أكثر من فنان، رأوا فيه صديقًا، قنديًلا، وأبًا روحيًا يضئ لهم عتمة العمر.ولعل فيديل، هذه الشخصية الدرامية اليتمية في مسلسل: هومي هون، كان أصدق تمثيل لهذا الجيل كله: جيل الأحلام المؤجلة والحنين المزمن، جيل لم يحتمل الفراق، ولم يتعلم إلا أن يحب من بعيد.فيديل ظل الحلم في المسلسل والحياة منذ المشهد الأول في المسلسل، اعتاد المشاهدون عصبية فيديل ونزقه، روحه المغزولة بالحنين والوحدة، تلك الروح التي لم تجد وطنًا إلا في صوت زياد الرحباني وأغنياته. لم يكن اختيار فيديل لزياد قدوة محض عبثٍ درامي؛ بل كان اعترافًا ضمنيًا بأن العالم حوله لم يُخرج الكثيرين من أمثال زياد؛ الشجعان، الصادقين، المؤرقين بأسئلة الفن والمعنى، ولا من أمثال فيديل، الذين ظلوا يتامى الروح يبحثون عن شبيه أو نظير.استمتع بمحتوى شيق ومفيد مع بودكاست حصري يقدم لك كل ما تحتاج معرفته في دقائق معدودة عبر تطبيق سبسيال ذات يوم، جاء زياد إلى بيروت بحفل طال انتظاره. شهور وفيديل يعد اللحظات: يترقب الأمسية، يتخيل الجلوس في الصفوف الأمامية، ويحضر أسئلته وأحلامه الكثيرة.ولكن فجأة في لحظة درامية على الحدود، نسى بطاقته الشخصية (هويته)، وضاعت اللحظة الذهبية، وبقى فيديل مسمرًا على عتبة الخيال، يبني أحلامًا لا تتحقق.لم تتضح نهاية القصة في المسلسل: هل تمكن من رؤية زياد؟ أم بقيت الليلة معلقة كالحلم بين السماء والأرض؟ لكن شيئًا واحدًا كان أكيدًا: كلنا فيديل، وكلنا عرفنا تلك الحسرة حتى وإن لم نعيشها شخصيًا.رحيل زياد وعودة الحنين للجمال المفقودحين تداول الناس خبر وفاته، رُفع الغطاء عن جرح قديم؛ جرح جيل بأكمله عاش موسيقى زياد وكبر على صوته، ثم أيقظه الصباح على واقع خشن وجارح لا يشبه أحلام الطفولة. تقول إحدى التعليقات على خبر رحيله:"كمية بؤس جيلنا رهيبة، عايشنا الشي الحلو من فن وجمال هيك لمح وفجأة نمنا قمنا ع واقع بشع كتير".كانوا يتساءلون في الحزن: ماذا بقي لنا بعد هذا الرحيل؟ وهل يُمكن أن يُملأ الفراغ بعد رجل جعل من السخرية ميدانًا للنقد، ومن الموسيقى دربًا للنجاة؟"عجبك هيك يا عمي زياد؟"جملة فيديل الشهيرة في المسلسل، استحضرها كثيرون كأنها صرخة تخرج من صدورنا جميعًا، صار حزنه في ذلك المشهد معادلًا موضوعيًا لفجيعتهم اليوم. يأتي تعليق أخر ليلخص المشهد:"حب فيديل لزياد مربوط كما حب فيروز لأمه الرحباني"، فهكذا يكون التعلق أبديًا، يتخطى المنطق والزمن ولا ينكسر إلا بالغياب. فيديل: المرآة الجيليةلو أردنا إنصاف التشبيه، فإن فيديل هو حكاية كل شاب أحب فنانًا بصدق، ثم وجد نفسه محرومًا من لقائه، أو محرومًا من تحقيق حلم صغير في أمسية موسيقية تُنسيه تعب الحياة، أو حتى من مساحة حقيقية يشتكي فيها وجعه، ويفكر بصوت مسموع مع شخص يشبهه في الإحساس والرؤية.علّق أحدهم:“شخصية فيديل حقيقية هي كل شخص يحب ويحترم زياد الرحباني ولم يحصل على فرصة لحضور حفلاته.”تحول فيديل رمزًا لضياع الفرصة. الفرصة التي تفصل بين البقاء في منطقة التمني، وبين العبور إلى عالم التحقيق، وبين مناطق الانتظار.يطغى صوت أغاني فيروز وموسيقى الرحابنة، تلك المسكنات الوحيدة في مواجهة الضغوط اليومية والقسوة، حيث لطالما كانت الأغاني صوتنا عندما يخوننا التعبير، وملجأ من من الفوضى والضجة التي تملأ حياتنا.اكتشف أجمل مقتنيات المشاهير من خلال سبسيال التي تعرض لك أشهر الأشياء التي يقتنيها النجوم والمشاهير حول العالم. الدراما كتجلٍ للوجع الجمعيلم يكن ما كتبه مؤلفو هومي هون عن فيديل زينة أو مجرد استطراد، بل كان تصعيدًا للدراما لتصبح مرآة للواقع، اختصروا فيه جيًا بأكمله.فمثلما صار زياد الرحباني قدوة للفنانين والمهمشين والمشتتين، ظل فيديل شخصية لا تموت بانتهاء المسلسل، بل تعيش في حواراتنا اليومية مع الذات، مثلما ورد في أحد التعليقات:"اول شخصية خطرت على بالي وحلو لو حدا عن طريق الذكاء الاصطناعي ينزل ردة فعلو المأساوية ل فيديل."صار حتى الذكاء الاصطناعي مدعوًأ ليشاطرنا حزن من لم يحصل قط على ما أراد في زمن تتبدد فيه الأحلام بسرعة.تعليقات العشاق جاءت موجعة وصادقة، تروي كيف أن فيديل اليوم صار خيالهم الحاضر:"عشاق هومي هون و زياد اكيد فوراً خطرلهن هالربط… اديش دافي و اديش حقيقي انو زياد قدوة وانو فيديل شخصية لا تموت بانتهاء المسلسل." عزاء جيل: الأغنية والسخرية والحنينالآن، وبعد سنوات طويلة من أول لقاء مع زياد الرحباني وأغانيه، تتردد أصداء التعليقات:"انا حبيت اغانيه وموسيقاه من وقت المسلسل كان عمري 10 سنوات وبالاخص اغ بلا ولا شي واغ نزل السرور" كل كلمة كانت مرثية، وكل دمعة كانت شهادة على أن الفن الحقيقي يتسرب من جرحنا المشترك ليصير موسيقى باقية في وجداننا، حتى بعد أن يغادر أصحابها.فيديل يبكي… ونحن نبكي معهيقال إن الإنسان لا يبكي لمجرد رحيل الأشخاص؛ بل يبكي على ما ضاع منه، على ركن صغير كان يستند إليه في الزمن واندثر. فيديل اليوم ليس وحيدًا، نحن جميعًا في ذمته، نقاسم الحزن ونصغي إلى النغم، وكما بقي فيديل يسائل زياد في صمته: "عجبك هيك يا عمي زياد؟"، سنبقى نحن أيضًا نرددها سرًا وجهرًا كلما اشتدت ريح الشوق للفن الضائع، ولليالِ الجميلة التي لم نعشها.تابع محتوى حصري لا تجده في أي مكان آخر، وحظى بمزايا لا يمكن لك تفويتها من خلال سبسيال الموقع الأكثر شهرة حول العالم. ربما لن يعود زياد، ولن ينال فيديل فرصة ثانية ليجلس في حفله المنتظر، لكن ذكرى الاثنين، صارت تمنح الأمل لجيل يتيم، يبحث كل ليلة عن قدوة وعن صوت يترجمه إلى العالم. الفن لا يموت، وكذلك الدموع، و هومي هون صار بيتًا كبيرًا لكل الحزانى العائشين على ذكرى حلم جميل لم يتحقق بعد.ويبقى الحُلم، وتبقى الدموع، ويبقى فيديل… دائمًا، ينتظر موسيقى قد تعيد إليه ما فقد من أمل.