يشغل الدكتور محمد أمجد موسى حاليًا منصب نائب الرئيس التنفيذي في شركة "الدار للصرافة" في قطر، وهو المنصب الذي يتولاه منذ ديسمبر 2022. وعلى مدار نحو 15 عامًا من الخدمة في الشركة، تولّى الدكتور موسى مسؤولية قسم التكنولوجيا المالية والعمليات لمدة 12 عامًا، حيث قدّم مساهمات لا تُقدّر بثمن من خلال أفكار مبتكرة ومتجددة.كان من أبرز إنجازاته إطلاق أول تطبيق تكنولوجيا مالية (FinTech) على مستوى الدولة، والذي لم يمنح الشركة فقط سمعة قوية في القطاع المالي، بل شكّل أيضًا "درع حماية" مهمًا خلال فترة الجائحة. ويشرف الدكتور موسى اليوم على الاستراتيجية المالية للشركة، ويقدم المشورة لمجلس الإدارة، إلى جانب إدارة العمليات اليومية ودراسة السوق لتحديد مجالات النمو المستقبلية. ويحمل الدكتور موسى درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال ودرجة الماجستير في المالية.وإليكم حوار مع الدكتور محمد أمجد موسى، يتحدث فيه عن فوز شركة "الدار للصرافة" في جوائز Finnovex 2025مبروك على فوزكم بجائزة "التميّز في خدمات الصرافة" في Finnovex 2025. ماذا يعني هذا الإنجاز لشركة الدار؟شكرًا لكم. هذه الجائزة هي بمثابة تأكيد أننا نسير في الاتجاه الصحيح. لكنها أيضًا اعتراف بحلّ نحن فخورون جدًا به: أجهزة الخدمة الذاتية.حدّثنا عن هذه الأجهزة. ما الذي يميزها؟هي الأولى والوحيدة من نوعها في قطر. لاحظنا وجود فجوة في السوق: الناس بحاجة إلى خدمات تحويل العملات والتحويلات المالية خارج أوقات العمل التقليدية، ومن دون الوقوف في طوابير، وبحرية كاملة في تنفيذ معاملاتهم. لذا قمنا بتصميم حل يمنحهم كل ذلك—خدمة متاحة على مدار الساعة طوال الأسبوع، لعمليات تحويل وصرف فورية، عبر واجهة استخدام سهلة وآمنة، وتُنجز في أقل من ثلاث دقائق. سواء كنت تسافر وتحتاج إلى عملة، أو ترسل أموالًا لعائلتك، الجهاز يتولى المهمة بسلاسة.ما الذي ألهمكم لتطوير هذه الأجهزة؟كان ذلك نتيجة لمراقبة سلوك العملاء. لاحظنا أن الناس يندفعون أثناء استراحة الغداء، أو يحتاجون إلى خدمات الصرافة في عطلة نهاية الأسبوع، أو يصلون من السفر في أوقات غير اعتيادية. ساعات عمل الفروع لم تكن تخدم الجميع. لذا كان السؤال: كيف نوسّع نطاق خدماتنا دون المساس بالجودة أو الأمان؟ وكانت أجهزة الخدمة الذاتية هي الإجابة.كونكم أول من يطلق هذه الخدمة في قطر—ما هي التحديات التي واجهتموها؟واجهنا كل شيء، من الأطر التنظيمية إلى توعية العملاء. لم يكن هناك أي سابقة، لذلك عملنا عن قرب مع مصرف قطر المركزي لوضع معايير الامتثال لخدمات الصرافة غير المأهولة. ثم جاءت التكنولوجيا—كان علينا تطوير نظام قوي يتعامل مع أسعار الصرف الحية، ومعاملات آمنة، وكشف التزوير، من دون تدخل بشري. وأخيرًا، إقناع العملاء بأن هذه الخدمة آمنة وموثوقة.كيف كانت استجابة العملاء في البداية؟بحذر، وهو أمر طبيعي. لا يمكنك أن تتوقع من الناس أن يثقوا فورًا في جهاز يتعامل مع أموالهم. بدأنا بوضع الأجهزة في مواقع استراتيجية ذات حركة مرور عالية، واستثمرنا بقوة في تصميم تجربة المستخدم، وتأكدنا من توفر الدعم الفني دائمًا. ومع تجارب الاستخدام الإيجابية الأولى، بدأت الوتيرة تتسارع. والبقية كانت نتيجة تناقل الخبر بين الناس.أشادت لجنة التحكيم في Finnovex بجمعكم بين الابتكار والتميّز في الخدمة. كيف تتماشى هذه الأجهزة مع استراتيجيتكم الشاملة؟الأجهزة جزء من منظومة أوسع. لدينا فروع لخدمة العملاء الذين يفضلون التواصل المباشر، وتطبيق الهاتف لمستخدمي الخدمات الرقمية، والآن هذه الأكشاك لمن يبحثون عن الراحة والسرعة. الهدف هو تلبية احتياجات العملاء أينما كانوا، وبالطريقة التي يفضلونها.ما هي التقنيات المستخدمة داخل هذه الأجهزة؟دون الدخول في تفاصيل تقنية معقدة—نستخدم دمجًا مباشرًا مع أسعار صرف العملات لحظيًا، ودعمًا لعدة عملات، وأمان بيومتري، وأتمتة للامتثال، وأنظمة متقدمة لاكتشاف العملات المزيفة. لكن الابتكار الحقيقي لا يكمن فقط في التكنولوجيا، بل في جعلها غير مرئية للمستخدم. يدخل العميل، يُجري معاملته، ويغادر. تلك البساطة تطلبت تعقيدًا كبيرًا في الخلفية لتحقيقها.هل هناك خطط لتوسيع شبكة الأكشاك؟بالتأكيد. ندرس حاليًا التوسع في مواقع ذات طلب عالٍ في قطر مثل المطارات، والمجمعات التجارية، والمناطق التجارية. الهدف هو الوصول السهل. لا ينبغي أن يضطر أحد لتعديل يومه ليتناسب مع ساعات عمل فرع.ما أهمية هذه الجائزة لمستقبل شركة الدار؟إنها دفعة قوية. لقد أثبتنا قدرتنا على الابتكار بأعلى مستوى. الآن التحدي هو التوسّع بشكل ذكي، والحفاظ على الجودة، والاستمرار في استباق احتياجات العملاء قبل أن يطلبوها.كلمة أخيرة؟فقط الشكر. لفريق العمل الذي نفّذ هذه الرؤية، ولمصرف قطر المركزي على دعمه في إعداد الأطر التنظيمية، ولعملائنا على ثقتهم بنا وبشيء جديد كليًا. هذه الجائزة هي ملك للجميع.