شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا خلال الساعات الماضية موجة واسعة من الجدل بعد تداول أنباء عن وفاة الفنان التركي القدير إبراهيم تاتليسس، المعروف بلقب “الإمبراطور”، عن عمرٍ ناهز 73 عامًا، وقد أثار الخبر قلق الجمهور التركي الذي سارع إلى البحث عن مصادر رسمية تؤكد أو تنفي الشائعة، في حين أكدت وسائل إعلام تركية أن الفنان بصحة جيدة ويواصل حياته بشكل طبيعي.بداية الشائعة وانتشارها السريعانطلقت الشائعة من حسابات مجهولة على منصتَي “إكس” وتيك توك، لتتحول سريعًا إلى ترند وطني بعد تصدّر وسم #İbrahimTatlıses قوائم البحث في تركيا، غير أن صحفًا ومواقع موثوقة، مثل Manisa Manset Gazetesi وNetHaberler، نفت الخبر تمامًا، موضحة أن تاتليسس يعيش حياة مستقرة بعد تجاوزه أزمات صحية سابقة، كان آخرها عملية قلب مفتوح ناجحة في يوليو 2024، بحسب مصادر قريبة من عائلته.الرجل الذي تحدّى الموت مرارًالطالما ارتبط اسم إبراهيم تاتليسس بالصلابة والإصرار على الحياة، إذ نجا من أكثر من حادث كاد يودي بحياته، فقد تعرض عام 2011 لمحاولة اغتيال أصيب خلالها برصاصة في الرأس بعد خروجه من تصوير برنامج إيبو شو، ودخل في غيبوبة طويلة قبل أن يتعافى بأعجوبة. كما نجا من حادث سير خطير في بودروم عام 2022 أصيب فيه بكسور في ساقه، لكنه فاجأ المسعفين بروحه المرحة قائلاً: “ارفعوني بالرافعة، أنا بخير!”. أما في عام 2024، فقد خضع لعملية قلب مفتوح استمرت ساعتين ونصف، خرج منها بنجاح وسط طمأنة الأطباء لعائلته ومحبيه.دعم عائلي ورسائل حب من الجمهورفي أعقاب العملية، كتب ابنه إيدو تاتليسس عبر حسابه في “إنستغرام”: “أبي قوي دائمًا… مثلما عرفتموه، سيعود أقوى”. وقد تفاعل الآلاف مع المنشور، معبّرين عن فرحتهم بسلامة “الإمبراطور” الذي يعدّ أحد أبرز رموز الغناء الشعبي في تركيا والعالم العربي، لما يمتاز به من صوت قوي وتاريخ طويل في الساحة الفنية.من الفقر إلى النجوميةوُلد إبراهيم تاتليسس عام 1952 في مدينة شانلي أورفا بجنوب تركيا، ونشأ في أسرة متواضعة، حيث عمل في صغره بائعًا متجولًا وعامل بناء، قبل أن تفتح له موهبته الغنائية الطريق إلى المجد.قدّم أكثر من 40 ألبومًا وشارك في 30 فيلمًا، وذاع صيته من خلال برنامجه الشهير İbo Show الذي شكّل علامة فارقة في تاريخ التلفزيون التركي. كما توسّع في مجالات الاستثمار، فأسس سلسلة مطاعم Tatlıses Kebap، وعددًا من الفنادق، وقناة Tatlıses TV، ليصبح أحد أكثر الشخصيات ثراءً ونفوذًا في بلاده.ورغم مرور السنين، ما زال “الإمبراطور” يحافظ على حضوره القوي في ذاكرة الجمهور، كرمزٍ للفن والإصرار والحياة.