مئات الفيديوهات نشاهدها يوميًا تحمل مآسي ومشاهد صعبة لا تُحتمل لأهل غزة، كبارًا وصغارًا، رائحة الدم تفوح من كل مكان، وأصوات الصراخ المختلطة بصوت الطائرات والقصف سيدة الموقف، هنا سيدة رغم إصابتها إصابات دامية إلا أنها تهرول في كل مكان بحثًا عن ابنها الصغير، وبجانبها أشلاء رجل لم يتعرف على جثته أحد، وشاب آخر فقد أطرافه، ومشاهد أخرى كثيرة تدمي القلوب نتعرض لها يوميًا.ومع كثرة تلك المشاهد يمكن أن تشعر أن الاحساس بها قد قل، ففي البداية كان يبكي الكثيرون بمجرد رؤية تلك المشاهد ولا يتحمل أن يراها، الآن أصبح الوضع مع البعض أقل حدة وباتت تلك المشاهد مُعتادة، الأمر الذي جعل كثيرون يشعرون بالذنب نظرًال لأن تأثرهم بتلك الفيديوهات قد قلّ عن ذي قبل، فما السبب وراء ذلك؟"sbisiali" يستعرض حديث دكتور خالد غطاس حول فيديوهات غزةأوضح دكتور خالد غطاس أن قلة التأثر بفيديوهات أطفال غزة ظاهرة طبيعية، ومُبرَرة طبيًا بتفسير علمي، حيث أكد أن تلك هي استراتيجية تتبعها إسرائيل لتكون تلك المشاهد "عادية" مع مرور الوقت.وقال الدكتور خالد "عندما رأينا لأول مرة أشلاء وطفل يرتجف موتنا، الآن احساسنا قل بتلك المشاهد، ولم يعد يؤثر نفسيًا بنا مثل الأول"، وأوضح الطبيب سبب ذلك الاحساس أنه "طبيعي"، وفسر ذلك بأن هناك ظاهرة علمية تُسمى "ظاهرة تقلص الشعور العائد تجاه شيء معين"، وضرب مثالًا إذا كان شخص يعمل بالتجارة وكسب مليون دولار لأول مرة سيشعر بسعادة غامرة، لكن يقل تدريجيًا مع تكرار ذلك يصبح الأمر عاديًا. دكتور خالد غطاس يوضح كيفية التصرف مع هذا الشعوروتابع دكتور خالد غطاس حديثه أن تحدي هذه الظاهرة الطبيعية، لابد أن نعتبر كل حالة نراها هي حالة مستقلة ولا نرى الموضوع ككل، بمعنى أنه لا ننظر على من يموتون كأرقام تزيد، بل اجعل العقل يفصل الأحداث بعضها عن بعض ليشعر بكل حدث منصل، كما نصح بالبابتعاد لبعض الوقت عن مشاهدة الفيديوهات الخاصة بالمآساويات ومن ثم العودة إليها كي يتجدد الشعور بالألم، واختتم حديثه "شي غريب أن أنصح كيف يستمر الألم، ولكن ذلك لأن بعض الآلام يجب ألا تزول ويجب أن نضل نشعر بها".عدد شهداء غزةيذكر أنه أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الخميس، أن إجمالي حصيلة الشهداء على قطاع غزة ارتفعت إلى 10812 شهيدًا، جراء غارات القوات الإسرائيلية المستمر على قطاع غزة.وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أن من بين إجمالي الشهداء 4412 طفلا و2918 من النساء و667 مسنًا، إضافة إلى إصابة 26905 شخص.