في مشهدٍ رياضي مهيب، عاش ملعب بنغازي الدولي ليلةً استثنائية من ليالي الكبار، جمعت بين الأناقة في التنظيم والجمال في التصميم، والحماس في المدرجات.وذلك خلال ليلة كروية عالمية، جمعت بين فريقي أتلتيكو مدريد الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي ضمن بطولة ودية حملت اسم “كأس إعادة الإعمار”.فقد تحوّل الملعب إلى لوحة عالمية تجمع بين عبق التاريخ وحداثة الحاضر، حيث تزيّنت المدرجات بالجماهير الليبية التي احتشدت بأعداد تجاوزت 42 ألف متفرج لتشهد حدثًا استثنائيًا جمع بين المتعة والإبهار.مشهد الافتتاح كان عنوانًا للفخر الوطني، حيث حملت الأجواء رسالة مفادها أن ليبيا قادرة على احتضان العالم من جديد، وأنها تمتلك من المقومات ما يجعلها قِبلة للفعاليات الكبرى في المستقبل القريب. كأس إعادة الإعمار.. مباراة تليق بالمكان انتهى اللقاء بفوز أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح (4-2) بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1، حيث سجل كارلوس مارتن هدف التقدّم للفريق الإسباني في الدقيقة 34، بينما أدرك الألماني يان أوريل بيسيك التعادل لإنتر ميلان في الدقيقة 59.اللقاء لم يكن مجرد مباراة ودية، بل كان احتفالًا بالحياة والرياضة ورسالة سلامٍ من أرض بنغازي إلى العالم أجمع. عروض فنية وحضور نجوم زادوا الليلة تألقًا لم تقتصر أجواء المباراة على المنافسة الرياضية فقط، بل شملت أيضًا عروضًا فنية مبهرة قُدّمت قبل انطلاق اللقاء وخلال فترة الاستراحة، حملت شعار “التقدم والتطور والمستقبل”، في إشارة رمزية إلى مرحلة جديدة من الأمل والبناء في ليبيا.كما شهدت الفعالية حضور عدد من النجوم العرب، من بينهم الفنانان أحمد سعد وعمر العبداللات، اللذان أضفيا على الحدث روحًا فنيةً احتفالية امتزجت فيها الموسيقى بالفرح والرياضة. خليل البلوشي يصف المشهد بكلمات من القلب أضفى المعلّق الرياضي خليل البلوشي على الحدث نكهةً خاصة بصوته وتعليقاته المؤثرة، حين قال: “بأرض المجد والعراقة من ليبيا العظيمة، من بلدٍ علّم التاريخ معنى الصمود، وأهدى للبحر المتوسط عبق التاريخ ودفء الرمال… هنا ليبيا، من طرابلس العاصمة التي تعانق البحر إلى بنغازي مدينة النور وموطن البطولة والتاريخ، والتي تعود اليوم لتحتضن الفرح من جديد.”كلمات البلوشي لم تكن مجرد تعليق رياضي، بل كانت قصيدة في حب ليبيا ومجد ملعبها الذي عاد ليضيء من جديد. ملعب بنغازي الدولي.. درة الملاعب الليبية يُعد ملعب بنغازي الدولي واحدًا من أبرز المعالم الرياضية في ليبيا، ويمتلك تاريخًا حافلًا منذ تأسيسه عام 1967، حين شُيّد كجزء من مشروع وطني كبير لتطوير البنية التحتية الرياضية في البلاد.الملعب خضع لعمليات تطوير شاملة خلال السنوات الأخيرة، ليُعاد افتتاحه رسميًا في فبراير 2025 بعد أعمال صيانة وتجديد واسعة شملت المدرجات والمرافق الداخلية وأنظمة الإضاءة الحديثة.يتسع الملعب حاليًا لأكثر من 40 ألف متفرج، وهو مجهّز بمعايير هندسية حديثة تُضاهي الملاعب العالمية، بما في ذلك ممرات طوارئ آمنة، ومواقف سيارات واسعة، وغرف تبديل حديثة للفرق، إلى جانب نظام إنارة وصوت متكامل.وقد حصل الملعب على اعتماد رسمي من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لاستضافة المباريات الدولية، ليعود بذلك إلى موقعه الطبيعي كمنارة رياضية في شمال إفريقيا.